ورش باب الشعرية عند تمام الساعة الثالثة عصرًا، توقفت جميع الماكينات في ورشة “عم كامل”. خرج العمال إلى الشارع لاستراحة قصيرة. أحدهم قام بتحضير شاي وجلس أمام الباب، بينما انزوى آخر في ركن وخلد للنوم، وذهب ثالث إلى مقهى قريب ليقضي ساعتين من “الراحة الإجبارية”.
ورش باب الشعرية تسريح العمال وتراجع الأنتاج 40%
تعيش منطقة باب الشعرية بالقاهرة واقعًا مريرًا مع انقطاع الكهرباء اليومي، والذي أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياة كامل محمود (اسم مستعار) وعمال ورشته منذ أن أعلنت الحكومة خطة “تخفيف الأحمال” التي تقضي بقطع الكهرباء يوميًا لمدة ساعة ثم ساعتين.
يجلس كامل في ورشته متأملاً مقصه الذي توقف عن قص القماش، ويفكر في الخسائر اليومية التي يواجهها. 120 دقيقة من الانقطاع تعني تأخر في التسليم، ركود في السوق، تسريح عمال، وانخفاض في المعروض.
يوضح فاروق أن عملية صناعة الأحذية تتطلب عدة مراحل أهمها كبس ودهان النعل والوجه وتثبيتهما ببعض، والتي تتعطل بسبب انقطاع الكهرباء، ما يستدعي إعادة الدهان مجددًا، وهذا يزيد من الجهد والتكلفة.
في منطقة باب الشعرية يوجد نحو 4000 ورشة ومصنع أحذية، متوسط عدد العمال بكل ورشة يتراوح بين 15 إلى 20 عاملًا. تكلفة انقطاع الكهرباء تتحملها الورش، مما يضطر البعض لإضافة ساعات عمل إضافية.
كامل محمود، الذي يمتلك ورشة لتصنيع العبايات منذ 25 عامًا، يواجه واحدة من أصعب الأزمات، حيث تأثرت كميات الإنتاج اليومية بشكل كبير بسبب خطة “تخفيف الأحمال”، مما اضطره لتسريح عدد من العمال لتقليل النفقات.
حسين السعيد، صاحب ورشة أخرى، يشير إلى حالة الركود التي يشهدها السوق بسبب انقطاع الكهرباء، مقارنة بفترة جائحة كورونا حيث كان العمل مستمرًا دون انقطاع.
يحيى أبوحلقة، نائب رئيس غرفة صناعة الجلود في اتحاد الصناعات، يؤكد أن خطة تخفيف الأحمال أدت إلى تراجع الإنتاج بنسبة 50٪، مشيرًا إلى أن الورش والمصانع في باب الشعرية تغطي نسبة كبيرة من احتياجات السوق المحلية.